يعتقد كثير من الناس أن الانطواء دليل على ضعف الشخصية أو الهروب من المواجهة، لكن الحقيقة مغايرة تمامًا. الانطواء في كثير من الأحيان هو اختيار نابع من قوة داخلية تفضل الصمت على الضوضاء، والتأمل على الصراخ، والعزلة الواعية على التواجد الفارغ.

المنطوون يمتلكون عالماً داخلياً غنياً، يميلون إلى التفكير العميق والتحليل الهادئ للأحداث، ويستمدون طاقتهم من الخلوة لا من الاختلاط. هم من يستمعون أكثر مما يتحدثون، ومن يلاحظون التفاصيل التي تغيب عن الآخرين. قد لا يكونون نجوماً في الحفلات، لكنهم قادة بالفطرة عندما تحين لحظة القرار.

المجتمع بحاجة إلى هؤلاء الأشخاص الهادئين، فهم يوازنون الفوضى بالصمت، والسطحية بالعمق. لذا، لا تسئ فهم الانطواء، ولا تجبر أحدًا على أن يكون نسخة اجتماعية مكررة. فلكلٍّ صوته الخاص، وبعض الأصوات تُسمَع حتى في الصمت.