أحيانًا، لا ننسى لأننا لا نستطيع التذكّر، بل لأن العقل اختار طوعًا أن يغلق بعض الأبواب. ليست كل الذكريات تستحق أن تُحفظ في خزائن القلب، فبعضها مرّ كضيف ثقيل، لا يليق به البقاء.

النسيان ليس دومًا علامة ضعف، بل قد يكون آلية بقاء. أن تُنسى لحظة أذتك، أو خذلان خيّبك، يعني أنك تجاوزت، ولو ظننت العكس. تختار الذاكرة أن تمحو، لا لتجحد، بل لتحميك من إعادة النزيف.

ومن المفارقة، أن بعض التفاصيل تعود في لحظة غير متوقعة، رائحة، مشهد، أو صوت، فتهتز أعماقك… لا لتؤلمك، بل لتذكّرك أنك صمدت، وأنك رغم كل شيء، ما زلت هنا.