في كل إنسان توجد مساحة من الخيال، تلك الرقعة التي يرسم فيها ما يتمناه، وما قد يبدو مستحيلًا في واقعٍ يضج بالقيود. نحلم بأماكن لم نرها، بحياة مثالية لا تعترف بالفشل، وبقدرات خارقة تتجاوز قوانين الطبيعة. ولكن، إلى أي مدى يمكن للخيال أن يتجاوز الواقع دون أن يتحول إلى وهم؟

الخيال ليس هروبًا، بل وسيلة لاستكشاف الممكن. كثير من الاكتشافات التي نتمتع بها اليوم بدأت كفكرة مجنونة، كحلم في ذهن شخص لم يرضَ بحدود الواقع. الطيران، الاتصال عبر القارات، وحتى الوصول إلى القمر… كلها وُلدت أولًا في الخيال.

لكن الخط الفاصل بين الخيال البنّاء والخيال المُضلل رفيع. حين يتحول الحلم إلى وسيلة للهروب من مواجهة الحياة، يصبح عبئًا. أما حين يُستخدم كدافع لتغيير الواقع، فإنه يصبح أعظم أدوات الإنسان.

لذلك، دع خيالك يحلق، لكن لا تنسَ أن تُبقي قدمك على الأرض. امزج الحلم بالعمل، والرؤية بالخطط، فالفرق بين الحالم والمنجز… هو التنفيذ.