في كل حياة، هناك شخص غائب لكنه حاضر في تفاصيلنا، في الذاكرة، في رائحة الأماكن، في صوت الأغاني القديمة. الغياب لا يعني النسيان، بل أحيانًا يُخلّد الذكرى أكثر، ويُجذّرها في أعماق القلب كجذع شجرة لا يُقلع.
قد يكون الغائب صديقًا، حبيبًا، أو حتى لحظة عابرة تمنّينا أن تدوم، لكنها اختفت دون وداع. ما يجعل الغياب مؤلمًا هو أنه يأتي بلا إنذار، ويترك خلفه فراغًا لا يملؤه سوى الصبر والذكريات.
لكن رغم كل شيء، يعلّمنا الغياب الكثير: أن نُقدّر ما نملك، أن نُمسك بيد من نحبّ بقوة، وأن نقول ما نشعر به قبل فوات الأوان.
فالغياب وإن كان موجعًا، إلا أنه يُعلّمنا أن نحبّ بعمق، وأن نعيش كل لحظة كأنها الأخيرة.